آثار الزلزال

آثار الزلزال
ملحمة تراثية من ذاكرة القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة

في غيبوبة من الزمن،صار زلزال ، تشققت الأرض ، وتهددت الدور ،
وصارت معالم جديده تصير
هون بقى جبل شامخ ، وهناك بقى واد غاير ، وشجر وبشر ، وأشيا عديده ،
منها قليل ومنها كثير
المعالم تبدلت ، ما هو ضروري تتبدل ، ولاَّ لعاد شو فايدة الزلزال عَ المدى لبعيد،
مش لِقصير ؟؟
ما هي تتقلب كيان الناس ، وتخليهم يلجوا ويهجوا ،ويراجعوا حالهم بالفعل
ويشوفوا التدبير
قالت ستي الله يرحمها اللي روى التاريخ عنها قصص وحكايات ،
اخبار وخراريف وأساطير
هذي الدنيا يا ستي ،ربنا بارك بالأيد اللي بتغوص بقلب الأرض
وتفجر دماملها تتابع المسير
هذي الدنيا يا ستي ،ربنا أمرنا نعيش فيها ،ونقبل أمره مهما كان نفرح فرحها ،
ونحزن حزنها المرير
قصة عمر ها لأرض ،من يوم ما ربنا خلق الفرح والحزن ،وخلاّ المسَرّه للحياه ،
عنوان ونص أثير
ها لدنيا يوم بترفعك للغيم والمطر ،ويوم بتكتك مثل أوراق الشجر ،
يوم بترفعك وبتخليك تطير
بتوخذك عَ جناح الحلم ،ويوم بتكسر جناحك ،وبتنيمك ع جنبك وبا لخوصه بتملدك ،
من غيرما تلاقي نصير
بقى يا ستي زمان زمان ،قبل ما يصير الزلزال ،وترج الأرض في الناس هذيك الرّجَه ،
اللي كسرت الدنيا تكسير
بقت العالم طاغيه باغيه ماكله الخضره واليابسه ،والعجره قبل الفجه ،
ناس يا ستي بايعه الدين والضمير
بقيت وسيدك بحالنا ،أحلامنا وآمالنا لحالنا ،نحزن عا للي حدث قدامنا ،ونقول:
يا ترى شو اللي بصير
قالوا يا ستي انها الرحمه بتخص ،والغضب بعم ،هذا في قانون البشر ،بس العدل في قانون الرب القدير
أرضنا من قبل التاريخ لليوم في مطرحها ،مثل ما انت شايفها ،لا زلزال خضها ولا صار فيها قتل ولا تدمير
بقت الدباعي السارحه في الكروم ،بغفلة عيون الحراس ،تتحاشى كروم سيدك،
وبقت تساوي قناطير
لازم تفخر بسيدك اللي بقى بطل وترفع راسك فوق ،سيدك عمره ما خاف من ذيب ولا ضبع ولا أرهبه جعير
عمر ما عصفور ولا دبور مس حبة عنب من الدوالي اللي بقت نايمه عَ الأرض ،
على مد نظر البصير
ولا دبعي تمعمل ع داليه ،ولا شفت حرامي خطا في كرم ..ولا واطي مد ايده ع شجر ،
والله الشاهد و الخبير
بنفوس العالم والبشر ،وقدر انه ها لأرض بدها مين يفتح لها قلبها ويناغيها ،
مثل الطفل الزغير
ويسيج ذيالها سناسل حجر ،وبدها مين يحرثها ويزرعها ويسقيها ويقطف جناها ،
والثمر الكثير
ويذود عنها ويدفع الخطر ،يزرع حرايقها وتلالها ..سهولها وموارسها ،
قمح وإذره وشعير
بقى سيدك عنوان للشهامه والكرم والجود ،عنوان للمرجله يحمل الحلم أمل،
مثل الفانوس لدربه ينير
بقى مسكوب بحب العمل ،عينك تشوفه في الأرض ،يحرث ويزرع ويحصد ويرجد،
ويبحش قناه للبير
يلقط الحصى والصرار ،يكومها رجوم ويسنسل حوالين الأرض ..
تشم ريحة الوطن فيه شذى وعيير
ولما صار الزلزال ،والناس تدمرت ،ظله سيدك مثل الجبل شامخ ..فضل الله ،
عليه وعلينا فضل كبير
صار يمد ايده ويعطي ،وما بتعرف شماله قديش أعطت يمينه ،قديش بقى هالختيار للمعروف أصيل
وسيرته محموده ع كل شفه ولسان ،ع عين شافت منه الإحسان ،
ع كل جناح يرفرف ويطير
وع كل قلب يدق بمحبه،لها لأرض الموعوده من ربنا ، اللي بعطي قد اللي بعطيها محبه ،
غله وجنا وخير
احنا يا ستي بقينا بعد الله لها لأرض عبيد ،وحبها في قلوبنا بنمو وبزيد ،
ومع الوعد بنعيش والمقادير
لو ها لتراب بحكي غير بغير اللي انت ناظره بعينك ، من بهجه ومحبه ومسَرّه ،
كان حكى وقال كثير
كان قال عن سيدك اللي أعطى عمره للأرض ، قديش الله بعطي ، وبفرّج كل هَمّ ،
وبيسر كل عسير
*********************************
لمّا أقعد يا ستي واصفن في الماضي ، في اللي جرى وكان ، من يوم ما وعيت عَ الدنيا ،
لليوم بأحوالنا والغير
بلاقي كتاب مليان حكايا ، كل حكايه بدها وقفه ، تسرح في ربوعها ، ولا سرحة جبينه ..
عَ الدوم من الصبح بكير
كل حصوة صرار يا ستي إللي معها قصه وقرار ، وخرّافيه مثل طير الشوحه بتدور ..، وبتحوم ، في السما بتطير
من وين أبدا ؟؟ من يوم ما تجوزت سيدك وسكنت في عينيه حلم ؟وعشنا عَ الحلوه...
والمُرّه عمرنا ، وبقى أحسن عشير
ولاَّ من يوم ما إجا أبوك وزرع الفرح في دارنا ، وبطلته عَ الدنيا تكحل بالفرح حلمنا ،
وتباهينا بالنعمه عَ الخير
ولاَّ من يوم إجيت انت ، وتغيّر كل إشي في الدار، وصار الحب ولفنا ، والسعاده عمرنا ،
وفرشنا لك الحرير
بين كل حدث وحدث يا ستي حديث ، مليان بالدفا والوفا ، مليان بالعز والإصرار والكرم ،
من غير تقتير
حديث مليان بحلم عاش فينا دهر ، حلم عمره ما طاطا راسه ، ولا ذل ولا خنع ،
ولا صابه عار ، مسخر تسخير
عن أيش أحكيلك ؟ أحكيلك عن تقشيش السبل عَ الندى ، تنساوي عَ الفضاوه أثاث الدار ،
وننسج لِبساط والحصير
من القش قبعه وجونه وطبق ، ومن القصب قرطل وسل وسله ، للحاجه والمحتاجه ،
وبيضة الجاجه بُنا وتعمير
عن ايش أحكيلك يا ستي؟ عن الكباره وشيد الفحل ، وبيت العقد اللي بقى عز وافتخار،
وبناية المناطير
عن الجبله والمجبوليه ، بعد ما نجيب تراب نساوي فخار اللي بقى عز أثاث الدار ،
الجرّه والكعكوز والزير
والشربه والعسليه والسفل والطوس واللفده ، والمغطاس والمتوضايه والقور ،
والزبادي ، وإشي كثير
عمرنا يا ستي بقى شغل في شغل ، من لمّا أصحى الصبح وافرفك عيني من رمس الليل ،
واطرد النوم وأبدا بالخير
أقوم عَ الخم قبل ما يطلعن الجاجات واحسسهن ، واللي عليها بيضه تبيضها اليوم ،
أحبسها واعلفهن شعير
أخليهن جوّه الخم خوف يودرن البيض ، قديش يا ستي في جاجه ضيّاعه ، ومره بياعه،
واللوم من التقصير
خليها محبوسه توكل من مونة الدار تتمزط البيضه ، وبعدها تروح تنقوّر رزقها ،
من الحارات والرسوم والتعامير
واقوم أقرّص العجينات ، واطلع عَ الطابون اللي ببقى يطقطق حَمّ ، واخبز وناره ...
حاميه مثل السعير
وارجع أرفع لِفراش واكنس المصطبه ، وارشها وقاع الدار ، واروح عَ العين أحضر الميه ،
لمّا ما بقى عِنّا بير
وبعدها أحمل بظبية جلد أكم من حبة بندوره ، عَ حفنة رصيع عَ رغيفين خبز بالزيت.... ،
مدهنات واكم من حبة جرجير
وراسين من البصل الفحل الحويل ، اللي بخلي دم سيدك يشتعل بالدفا وترج الأرض تحت رجليه ويهيص عَ الحمير
وايدي عَ ايده طول النهار ، تلاقيه يقول الميجنا والعتابا ، ويحلا الغزل والقول ،
يا رب يا مجير
بقت حياه ، قالوا اللي اجوا ورانا بسنين انها بقت تعبه وشقيه، وكلها شغل وعمل ،
واصلاح وتعمير
أي نعم عَ مدار اليوم والليله ، وعَ مر الأيام والسنين ما بقى عِنا وقت نلقط نفسنا ،
انعصّر الزمن تعصير
بس بقينا عايشين أحلى حياه ، إي والله يا ستي ، بقينا نلقط نفسنا ، واحنا نكرب ونثني
ونبذر القمح عفير
وبقينا نقول الغزل وعرقنا يزخ عنا شَرّار ، وبهجة العشق مثل الأكل بعد الجوع ،
ونسمة هوا با لهجير
بقى الحب في بيتنا شغل وعمل ، مش حكي وغزل ، وقديش بنعطي بَعَض حِلِم وأمل ،
ونتابع المسير
بقت الأرض حلمنا والشغل عمرنا ، والنوم عَ التعب غفوة حلم مثل غفوة غزال جنب الميه ، يترنم عَ الخرير
اسمع يا ستي .. أنا ما عندي مثلك قلم ودفتر ، أنا عندي قلب قديش بدك بنحض لك ...
أقوال وتعابير
قديش بدك بعطيك ، بس اللي عندي حلمي وحلم سيدك ، حلم الأرض ، دلعونا وعتابا ...
وموال ، ونتابع المسير
بس اللي عندي حلمي وحلم سيدك ، حلم الأرض ، أمانه تحملها كحله في عينيك ، وحلق في ذنيك ، واتحَزم فيه سير
يا ستي .. نياله الفارس اللي (اعبيته) الأرض يصول ويجول عَ سرجها ، يعيشها حلم ..
وخيال في الروح أثير
تقرأ بلهجة أهل سنجل